المرأة... ذلك اللغز الذي حيّر العلماء!

المرأة... ذلك اللغز الذي حيّر العلماء!



منذ قرون، وقف العلماء والمفكرون أمام المرأة في حيرة. كيف لعقل أن يفكّر بعاطفة، ويتّخذ قرارات بمنطق عاطفي، ومع ذلك ينجح في إدارة حياة، وأسرة، وأحيانًا أمم بأكملها؟ المرأة لم تكن يومًا سهلة الفهم، ليس لأنها معقّدة، بل لأنها مختلفة حقًا. اختلافها لا يُقاس بمقاييس الرجل، وهذا هو أول خطأ يقع فيه الكثيرون. لماذا يصعب فهم المرأة؟ حين تحاول تفسير سلوك المرأة بنفس الطريقة التي تفسر بها تصرفات الرجل، فأنت تسلك طريقًا خاطئًا من البداية. المرأة ترى الأمور من زاوية مختلفة. مشاعرها ليست زينة، بل بوصلتها الداخلية. تصمت حين تضطرب، وتبتسم حين تتألم، وتفهم بالإحساس ما لا يُقال بالكلمات. من هنا، لم يكن غريبًا أن يُشبّهها البعض بأنها من الزهرة بينما الرجل من المريخ، إشارة إلى بُعد الفروق في الطباع، التفكير، وردود الفعل. منطق العاطفة... هل هو ضعف؟ كثير من الناس يخلطون بين العاطفة والضعف، بينما الحقيقة أن العاطفة عند المرأة هي نظام تشغيل داخلي، لا يقل تعقيدًا عن التحليل المنطقي لدى الرجل. المرأة: تقرأ الموقف من خلال نبرة الصوت. تلتقط التغييرات في تعابير الوجه. تفسّر الإشارات الصغيرة التي يتجاهلها أغلب الرجال. هذا الحسّ العالي بالتفاصيل يجعلها أكثر وعيًا في مواقف كثيرة، خاصة تلك التي تتطلب تنبّهًا للمشاعر والتفاعلات غير المعلنة. المرأة لا تفكر ببطء... بل بعمق من الأخطاء الشائعة أيضًا اعتبار أن تردّد المرأة في اتخاذ قرار هو "بطء" أو "تشتت". في الواقع، المرأة تحلل الأمور من أكثر من زاوية: كيف سأشعر بعد هذا القرار؟ من سيتأثر به؟ هل سيُغيّر شيئًا في العلاقة أو المكان؟ هل سأندم لاحقًا؟ قراراتها ليست آنية، لأنها لا تنظر فقط إلى النتيجة، بل إلى الأثر. وهذا ما يجعلها أكثر حذرًا من الرجل أحيانًا، خاصة في القرارات الشخصية أو العاطفية. ما الذي تريده المرأة فعلًا؟ ليست هناك إجابة واحدة، لأن المرأة ليست قالبًا ثابتًا. لكنها، بشكل عام، تسعى إلى ثلاثة أشياء: 1. الأمان: لا فقط بمعناه المادي، بل النفسي والعاطفي. 2. الاهتمام: ليس تكرارًا للكلمات، بل إثباتًا حقيقيًا أنها تُقدّر. 3. الاستقرار: تحب أن تعرف أين تقف، ومع من، وإلى أين تسير العلاقة أو الحياة. هذه الحاجات الثلاث تُمثّل العمود الفقري لنفسية المرأة، وإذا شعرت باختلال في أحدها، تختلّ معها أمور كثيرة. لا مجاملة: المرأة تتقن التلاعب العاطفي أحيانًا بكل واقعية، لا بد من الاعتراف بأن بعض النساء يستخدمن العاطفة كسلاح ذكي، خصوصًا حين يشعرن بعدم الأمان أو فقدان السيطرة. قد تتظاهر بالضعف، أو تُبالغ في ردّ الفعل، أو تستخدم الصمت كسلاح. لكن هذا لا يعني أن كل امرأة تفعل ذلك. بل هو مجرد انعكاس لوسيلة دفاعية حين تعجز عن المواجهة المباشرة. المرأة أقوى مما يظنه البعض ربما لا تظهر المرأة قوتها دائمًا، لكنها تتحمل ما لا يتحمله الكثير من الرجال. بين حمل الطفل، وتحمّل التقلّب المزاجي للآخرين، وبين إدارة المشاعر والتفاصيل، تكشف الأيام أن المرأة ليست كائنًا هشًّا، بل كائن عاطفي بإرادة حديدية. الخلاصة: ليست من المريخ ولا من الزهرة... بل إنسانة مختلفة في النهاية، لا تحتاج المرأة إلى أن تُفهم من باب الغموض أو التعقيد، بل أن تُفهم كما هي: إنسانة تفكر بقلبها، ترى التفاصيل قبل الكل، وتبني عالمها العاطفي بدقة لا يراها الآخرون.

تعليقات