الأصول والخصوم... لماذا لا يدّخر بعض الناس رغم عملهم الجاد؟

الأصول والخصوم... لماذا لا يدّخر بعض الناس رغم عملهم الجاد؟




هل سألت نفسك يومًا: لماذا هناك من يعمل 10 ساعات يوميًا ولا يدّخر شيئًا، بينما شخص آخر لديه دخل متوسط، ومع ذلك يُنمي ثروته؟ الجواب غالبًا لا يتعلق بعدد الساعات أو حجم الراتب، بل بطبيعة قراراتك المالية، وفهمك البسيط لمفهوم الأصول والخصوم. قد يبدو المصطلحان محاسبيان، مملان، أو حتى معقدان... لكن الحقيقة؟ هما مفتاح الفهم المالي لكل إنسان، سواء كنت موظفًا، حرًا، أو حتى طالبًا جامعيًا. ما هي الأصول؟ (Assets) الأصول هي كل شيء تملكه ويُضيف لك مالًا بمرور الوقت. بمعنى آخر: الأصول تجلب لك دخلًا، أو تحافظ على قيمة مالك. أمثلة على الأصول: شقة تؤجرها شهريًا أسهم في شركة تدر أرباحًا مشروع صغير يعمل دون وجودك المباشر كتاب كتبته ويباع باستمرار معدات يمكنك تأجيرها حتى مهارة أو شهادة يمكنك كسب المال منها الأصل لا يعني فقط شيء مادي، بل قد يكون موردًا ينتج المال بشكل مباشر أو غير مباشر.
ما هي الخصوم؟ (Liabilities) الخصوم هي كل ما يأخذ منك مالًا بمرور الوقت. حتى لو كان شيئًا يبدو جميلًا أو "استثمارًا" في ظاهره. أمثلة على الخصوم: سيارة فاخرة تحتاج صيانة وتأمينًا مستمرًا بيت تسكنه ويكلفك أقساطًا، ولا يُدر عليك دخلًا بطاقة ائتمان تستخدمها بشكل مفرط اشتراكات شهرية لا تحتاجها شراء الكماليات بالدين الخصم ليس "سيئًا" بحد ذاته، لكنه يأخذ منك مالًا، وبالتالي يُعيق نموك المالي. القاعدة الذهبية: الأصول تُغنيك... الخصوم تُثقل كاهلك من أكثر الأخطاء المالية شيوعًا أن يعتقد الناس أن امتلاك سيارة، أو بيت فخم، أو موبايل جديد هو علامة ثراء. بينما في الحقيقة: هذه الأمور قد تكون خصومًا خفية تسحب مالك بهدوء. الشخص الذكي ماليًا لا يقيس ثروته بما يمتلك من "أشياء"، بل بما يمتلك من أصول حقيقية تُنتج له مالًا دون أن يُجهد نفسه دائمًا.
جذب الانتباه: هل منزلك أصل أم خصم؟ غالبًا ستقول: منزلي أصل لأنه غالٍ! لكن إن لم يكن هذا المنزل يُدر عليك دخلًا شهريًا (تأجير أو استثمار)، وكان يسحب منك المال في شكل أقساط، صيانة، ضرائب، فهو فعليًا خصم. هل هذا يعني أن لا تسكن؟ لا. بل يعني أن تعرف أين تضع أموالك، وتُدرك أن الأصل هو ما يُنمي ثروتك، لا فقط ما يبدو جميلاً أمام الناس. المال ليس في الراتب... بل في القرارات المشكلة أن كثيرًا من الناس يزيد دخلهم، فيزيد إنفاقهم. كلما حصل على ترقية، اشترى سيارة أكبر، وسافر أكثر، واشترك في خدمات أكثر، معتقدًا أن هذا هو معنى "العيش". لكن بعد سنوات، يُصدم أنه لم يُكوّن شيئًا، لا أصل، ولا ادخار، ولا استثمار. السر ليس كم تجني... بل كيف تُدير ما تجني. كيف تبدأ؟ خطوات بسيطة: 1. راجع كل مصروفاتك: صنفها إلى أصل أو خصم. 2. قلل من الخصوم تدريجيًا: مثل الاشتراكات غير الضرورية أو الاستهلاك الترفي. 3. ابدأ بتكوين أصول بسيطة: مثل دورة تدريبية، مشروع صغير، بيع منتج، أو تأجير شيء تملكه. 4. اجعل كل زيادة في دخلك تصب في أصل جديد. الخلاصة: المال أداة، لا هوية الفهم الحقيقي للمال لا يعني أن تصبح بخيلًا، ولا أن تعيش بالحد الأدنى. بل أن تفهم ببساطة أن: ما تملكه اليوم، إما يبني لك غدًا مريحًا... أو يسحبك نحو قلق دائم. ابدأ ببناء أصولك الصغيرة اليوم، وراقب كيف سيتغير وعيك المالي خلال شهور قليلة فقط.

تعليقات