لماذا لا يسمعك طفلك؟ لأنك لا تفهم سيكولوجيته!
كيف نُربّي أطفالنا؟ تعرّف على سيكولوجية الطفل لتفهمه… لا لتتحكّم به!
هل تساءلت يومًا: "لماذا لا يسمعني طفلي رغم أني أشرح له كثيرًا؟"
أو قلت في نفسك: "طفلي لا يفهم مصلحته بعد، أنا مضطر لأفرض رأيي عليه!"
لحظة واحدة… قبل أن تكرّر ذلك، دعنا نأخذك في رحلة قصيرة داخل عقل الطفل.
رحلة نُقربك فيها من سيكولوجية الطفل، حتى تربيه لا كما تربّيت… بل كما يحتاج هو أن يُربّى.
👶 سيكولوجية الطفل: عقل صغير… لكنه لا يعمل كعقلك!
الطفل لا يرى العالم كما نراه نحن الكبار.
فهو لا يُفرّق دائمًا بين الحقيقة والخيال، ولا يفهم "النية" وراء كلامك، بل يشعر بالأمان أو التهديد فقط.
حين ترفع صوتك عليه، هو لا يسمع "التوجيه"، بل يسمع: "أنا لست محبوبًا الآن".
وحين تقارنه بغيره، لا يسمع "تحفيزًا"، بل يسمع: "أنا ناقص، لست كافيًا".
🧩 مفتاح التربية الناجحة: افهم مشاعره قبل أن تُصلح سلوكه
الخطأ الكبير الذي يقع فيه كثير من الآباء هو التركيز على سلوك الطفل الظاهري فقط:
– يكذب؟ إذًا عاقبه.
– يتأخر في الدراسة؟ إذًا امنعه من اللعب.
– يعاند؟ إذًا تجاهله أو ارعبه!
لكن الحقيقة أن كل سلوك ظاهري يخفي شعورًا دفينًا.
وراء الكذب… خوف.
وراء العناد… رغبة في إثبات الذات.
وراء الهدوء المفرط… احتمال كبير أنه فقد الإحساس بالاهتمام.
🎯 تربية الطفل تبدأ من احترام إنسانيته
التربية ليست تدريبًا عسكريًا، ولا برمجة آلية.
إنها فن بناء "صلة" بين قلبك وقلبه، قبل عقله.
أهم ما يحتاجه الطفل منك هو:
الاحتواء: أن يشعر أن خطأه لا يسقط حبك.
الإنصات: أن تُنصت له بصدق، حتى في تفاهاته.
القدوة: أن يفعل ما تفعله، لا ما تأمره به فقط.
فالطفل لا يتعلّم مما تقوله… بل مما تكرّره أمامه.
🛑 لا تقتل الطفل داخله: التربية لا تعني التحكم
أكبر خطأ يقع فيه بعض المربين هو: محاولة تكسير شخصية الطفل بزعم التهذيب.
لكن الطفل الذي يُربى على الخوف، سينشأ إما:
خائفًا لا يثق بنفسه
أو ثائرًا لا يثق بك
والطفل الذي لم يُسمح له بالتعبير عن نفسه، سيبحث عن نفسه خارج البيت… وربما في أماكن لا تُرضيك.
✅ كيف نُربّي أطفالنا إذًا؟
إليك خطوات بسيطة، لكنها فعّالة ومبنية على فهم سيكولوجية الطفل:
1. اسأله عن رأيه في الأمور الصغيرة… ليتعلّم الثقة.
2. اعترف بخطئك أمامه أحيانًا… ليتعلّم التواضع.
3. احضنه أكثر مما تؤنّبه… فالشعور بالأمان هو الوقود الذي يحتاجه للنضج.
4. اجعل البيت مكانًا للحوار لا للحساب… فالتربية تبدأ من المساحة الآمنة.
💡 الختام:
الطفل ليس مشروعًا تُسيّره بالتحكّم، بل روحًا تُزهر بالحب، وتكبر بالاحترام.
فإذا أردت أن يكون ابنك ناجحًا، مستقلًا، واثقًا بنفسه… ابدأ أنت بالفهم قبل التوجيه، وبالحب قبل الأوامر.
حينها فقط، ستمنحه ما لم تُمنح أنت… وستنقذ طفله، وطفلك الداخلي معًا.