"اقرأ وجه طفلك… قبل أن ينطق بكلمة!"



"اقرأ وجه طفلك… قبل أن ينطق بكلمة!"



هل تساءلت يومًا ماذا يقول طفلك عندما يصمت؟ في لحظة عبوس، أو شرود، أو نظرة طويلة... هناك رسائل لا تُقال بالكلمات، بل تُترجم فقط إن كنت مستعدًا لفهمها. الطفل، خاصة في سنواته الأولى، لا يُتقن اللغة… لكنه يُتقن التعبير. تعابير وجهه، حركات جسده، نظرات عينيه، وحتى طريقة تنفّسه، كلها تقول: "أنصت إليّ… أفهمني قبل أن تُعلّمني." لماذا تعبيرات الطفل مهمة أكثر من كلماته؟ في مراحل النمو الأولى، يمرّ الطفل بما يُعرف في علم النفس بـ"مرحلة الإدراك الحسي – الحركي"، حيث لا يستطيع ترجمة مشاعره بالكلمات، بل بالجسد. عندما يشعر بالخوف، لا يقول "أنا خائف"، بل: يختبئ خلفك. يرفض دخول غرفة. تلمع عيناه أو يلتفت بعيدًا. الطفل لا يكذب في تعبيره. فهو لا يملك مهارات التزييف بعد… وهنا تكون القراءة الدقيقة لتعبيراته مرآة لمشاعره الحقيقية. كيف تقرأ طفلك دون أن يتكلم؟ 1. العيون أول لغة: إذا اتسعت عيناه فجأة، فهو متفاجئ أو خائف. إذا نظر جانبًا أثناء الحديث، فربما يخفي شيئًا أو يشعر بعدم الأمان. 2. اليدين تقولان الكثير: قبض يده بإحكام = توتر. اللعب المفرط بأصابعه = قلق أو خجل. 3. الفم يعكس ما لا يُقال: العض على الشفاه = قلق أو صراع داخلي. الابتسامة غير المتوازنة = ربما يُجبر على المجاملة. 4. الصوت وليس فقط الكلام: ارتفاع النبرة دون سبب = احتجاج مكتوم. نبرة بطيئة جدًا = تعب نفسي أو قلة اهتمام. احذر من تجاهل العلامات الصغيرة! الطفل الذي تُهمَل تعبيراته اليوم، يصبح مراهقًا لا يُفصح عن مشاعره غدًا. حين تسأله: "ما بك؟" ويقول: "لا شيء!"، فربما لأنك لم تكن حاضرًا عندما كان يعبر بنظراته ولم تُنصت. 🧠 سيكولوجية الطفل… ليست بسيطة كما نظن الطفل حساس أكثر مما نتصور. يمتلك عقلًا يُخزّن، لا يُهمل. مشاعره تنطبع في ذاكرته، وإن لم يفهمها تمامًا، لكنه يشعر بها بكل حواسه. فهم الطفل يبدأ من ملاحظة ملامحه، لا تصحيح سلوكه مباشرة. إن صرخ، لا تسكته فقط… بل اسأله: "ماذا أزعجك؟"، وإن لم يجب، راقب… ستفهم أكثر مما يقول. الخلاصة: لا تنتظر من طفلك أن يصبح فصيحًا لتفهمه، بل كن أنت الفصيح في قراءة إشاراته. فالتربية الحقيقية ليست في التوجيه المستمر، بل في الفهم العميق. افهمه الآن… قبل أن يكبر ويصير غريبًا عنك.

تعليقات